دعــــوة امـــــــ

مات الاب موتا مفاجئا بعد مرض لم يتعدى الثلاثة ايام تاركا زوجته وابنه الوحيد لمصير مجهول في هاته الدنيا

كان احمد تلميذا مجدا في دراسته .اشتغلت امه كخادمة في البيوت لانهاء مهمة تربيته تربية اسلامية لتساعده على النجاح في دراسته وحياته

لم تكن تتركه يحس بنقص امام اقرانه الا ان موت ابيه غير مساره وبدا يرافق اصدقاء السوء والذين شغلوه حتى عن دراسته التي طرد منها

بسبب كثرة غياباته وذالك في غفلة عن امه التي تتعب من اجله . فاحترف السرقة ليسد حاجيات متطلباته من كل انواع المخدرات

ولم تكتشف الام الامر حتى اصبح غارقا في ظلامها المليء بالمجهول . وفي يوم من الايام قصد بيته لياتي بالمزيد من المال

ليكمل سهرته مع قنينات الخمر الا ان رفض الام جعله يمد يده على من حملته شهورا وتوجعت به ووضعته حالمة بان يكون سندا لها

في كبرها فتوجهت الى الله في تلك الليلة داعية عليه بان تكون نهايته اثر حادثة سير بواسطة شاحنة تريحها منه

وفي الصباح توجهت الام لمخفر الشرطة ووضعت شكاية ضده فتم حبسه وحكم بسنة سجنا نافدة وغرامة مالية

ندم احمد بعد فوات الاوان على فعلته وفضل الانزواء الى نفسه وزنزنته يستغفر ربه وطالبا رؤية والدته ليطلب منها السماح والرضى

والتي رفضت زيارته واعتبرته توفي الى غير رجعة وعندما اقترب موعد خروجه من السجن ارسل احد اصدقاء زنزانته

يرجوا زيارة امه ويطلب عطفها وتسامحها وما ان سمعت الام باقتراب خروج ابنها حتى ولولت وارتعدت اطرافها خائفة مما سيقع

من ولدها العاق غير مصدقة توبته.

ولما خرج من السجن اتجه الى بيته وكله شوق ليعانق امه ويطلب منها السماح

واسرع الخطى وهو يفكر في والدته فعبر الطريق دون انتباه فصدمته شاحنة اردته قتيلا على الفور فتلقت الام الخبر في صمت رهيب

وبدموع وانين على فلذة كبدها طالبة له المغفرة في كل صلواتها

............